وكالة أخبار الناس: لا يخفى على أحد ما قوبلت به القضية الفلسطينية في الفترة الحالية من خذلان وتكاسل من طرف من يفترض انهم حاملوا الهم ورواد اخذ المبادرة لنصرة القضية فتكاسل الزعماء العرب تجاه القضية الفلسطينية كان له أثر كبير في زعزعة الموقف العربي الموحّد تجاه هذ القضية التي أصبحت ثانوية عند البعض وبشكل علني، وقالها ولي العهد السعودي مؤخراً بالفم الملآن بأنّ القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لبلاده.
والحقيقة أن هذا التكاسل ما كان ليكون في ظل وجود الزعيم الأصيل والقائد الوفي صدام حسين، فبعد غروب شمسه دب التكاسل في نفوس قادة رضوا بالهوان والدونية وابتاعوا القضية بأرخص الأثمان.
في الوقت الراهن يتبع بعض الزعماء العرب استراتيجية خطيرة تؤثر بشكل كبير على تصفية القضية الفلسطينية، تتمثل في خلق عدو جديد للعرب والمسلمين ليكون بديلًا عن العدو الإسرائيلي، فبعض القادة العرب يحاولون إظهار إيران كعدو بديلًا عن الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي أربك حسابات التيارات المقاومة، سواء كانت فلسطينية أو لبنانية، في تلك المرحلة الدقيقة من الحرب المفتوحة مع العدو الإسرائيلي.
فبعد توقيع اتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993، لم تخفِ بعض الدول العربية دورها المشبوه في دفع الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، للتوقيع على الاتفاق للحيلولة دون الرجوع الفلسطيني إلى خيار البندقية، وهو الدور الذي مازالت تسعى إليه بعض الأنظمة العربية الراهنة، فإظهار إيران كعدو بديلًا لإسرائيل يسير في هذا الاتجاه أيضًا.
فالدول العربية الساعية لشيطنة إيران، كالمملكة السعودية وقطر وبعض الدول الخليجية والعربية، استطاعت فصل حركة حماس عن إيران، حيث كانت الأخيرة تدعم «حماس» بالمال والسلاح ضد العدو الإسرائيلي، الدول الخليجية استطاعت أيضًا شيطنة حزب الله، بل كانت المحرك الأساسي وراء استصدار قرار من جامعة الدول العربية في مارس 2016 بوضع حزب الله على قائمة الإرهاب، المحاولات الخليجية في إظهار إيران ـ وهي التي تشكل امتدادًا تاريخيًّا وحضاريًّا وإسلاميًّا مع الأمة العربية على حساب إسرائيل ـ أضرّ كثيرًا بالقضية الفلسطينية، حيث لم تعد القضية المركزية، وتراجعت لحساب الأزمات المفتعلة لما يسمى بالربيع العربي، فنقاشات القمم العربية الأخيرة استحوذ عليها الملف السوري والليبي واليمني والعراقي أكثر من الفلسطيني.
وبات معظم الحكام العرب يُصنفون حاليًا في خانة المتآمر على فلسطين القضية والشعب، في محاولة تهدف إلى طمس القضية الفلسطينية برمتها، من خلال إشاعة جو من إمكانية التطبيع المستتر مع الكيان الصهيوني في الإعلام أو في الرياضة الأولمبية أو عبر لقاءات لشخصيات عربية كانت تشغل مناصب سياسية وعسكرية سابقة في بلادها.
وأتاح الملك السعودي الحالي، سلمان بن عبد العزيز، المجال لتحركات سعودية تجاه الكيان الصهيوني؛ مثل العميد السعودي المتقاعد أنور عشقي والأمير تركي الفيصل، تحت عنوان التسويق للمبادرة العربية التي رفضها العدو الاسرائيلي منذ إطلاقها في العام 2002 بمؤتمر القمة العربية في بيروت، ومصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مازالت متمسكة بالمبادرة العربية، بل وأطلقت مشروع السلام الدافئ مع العدو الإسرائيلي رغم رفض الكيان الصهيوني المبادرة العربية، والتي تنص على عدم إقامة أي علاقات مع إسرائيل، وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل، حتى تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام، والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة كافة حتى خطوط الرابع من يونيو 1967.
ولا يقتصر التقارب على مصر وإسرائيل، فالإمارات سمحت بالأمس للسياح الإسرائيليين بزيارة أراضيها دون تأشيرة، والبحرين استضافت قبل أيام وفدًا صهيونيًّا لمناقشة أمور تتعلق بالفيفا، والسودان باتت تتقارب تحت الظل مع إسرائيل، والتعاون الاقتصادي على أوجه بين كل من قطر والأردن مع إسرائيل.
الدول العربية التي مازالت تتمسك بالمبادرة العربية بحل الدولتين ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فرغم أنه حل منقوص للقضية الفلسطينية وتنازل صريح عن حقوق الشعب الفلسطيني، إلَّا أن الدول العربية تغض الطرف عن هذا التنازل، ومازالت تسعى لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، رغم أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رفض حل الدولتين وطالب بحل الدولة اليهودية كبديل عنه، وفي الأمس القريب قطعت إسرائيل خطوة جديدة على طريق مشروع تهويد الدولة، بعد مصادقة لجنة إسرائيلية على قانون الذي يعد «إسرائيل وطنًا قوميًّا لليهود عاصمتها القدس»، وهو الأمر الذي ينسف أكذوبة حل الدولتين.
كما أن هناك دورًا مشبوهًا تلعبه دول عربية وإسلامية كقطر وتركيا على المقاومة الفلسطينية، فرغم ادعاء قطر أنها تشكل حاضنة لحماس، إلَّا أنها مازالت تمارس ضغوطًا على الحركة الفلسطينية، فالدوحة القادرة على حل أزمات قطاع غزة كأزمة الكهرباء ورواتب الموظفين، مازالت تحجم عن مساعدتها، وهي الضغوط التي يراها مراقبون على أنها تخدم السلطة الفلسطينية الساعية لإخضاع حماس لسلطتها.
والمفارقة هنا أنه رغم الخلافات التي تجمع بين الدوحة والقاهرة في كل ملفات المنطقة، إلَّا أن حصار قطاع غزة بأشكاله المختلفة قد يجمع بين الإرادتين العربيتين المتباينتين، مما يشير إلى أن هناك تواطؤًا عربيًّا مع المحتل الصهيوني يخدم الأجندة الإسرائيلية، بصرف النظر عن الخلافات أو التوافقات العربية.
في الوقت الراهن يتبع بعض الزعماء العرب استراتيجية خطيرة تؤثر بشكل كبير على تصفية القضية الفلسطينية، تتمثل في خلق عدو جديد للعرب والمسلمين ليكون بديلًا عن العدو الإسرائيلي، فبعض القادة العرب يحاولون إظهار إيران كعدو بديلًا عن الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي أربك حسابات التيارات المقاومة، سواء كانت فلسطينية أو لبنانية، في تلك المرحلة الدقيقة من الحرب المفتوحة مع العدو الإسرائيلي.
فبعد توقيع اتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993، لم تخفِ بعض الدول العربية دورها المشبوه في دفع الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، للتوقيع على الاتفاق للحيلولة دون الرجوع الفلسطيني إلى خيار البندقية، وهو الدور الذي مازالت تسعى إليه بعض الأنظمة العربية الراهنة، فإظهار إيران كعدو بديلًا لإسرائيل يسير في هذا الاتجاه أيضًا.
فالدول العربية الساعية لشيطنة إيران، كالمملكة السعودية وقطر وبعض الدول الخليجية والعربية، استطاعت فصل حركة حماس عن إيران، حيث كانت الأخيرة تدعم «حماس» بالمال والسلاح ضد العدو الإسرائيلي، الدول الخليجية استطاعت أيضًا شيطنة حزب الله، بل كانت المحرك الأساسي وراء استصدار قرار من جامعة الدول العربية في مارس 2016 بوضع حزب الله على قائمة الإرهاب، المحاولات الخليجية في إظهار إيران ـ وهي التي تشكل امتدادًا تاريخيًّا وحضاريًّا وإسلاميًّا مع الأمة العربية على حساب إسرائيل ـ أضرّ كثيرًا بالقضية الفلسطينية، حيث لم تعد القضية المركزية، وتراجعت لحساب الأزمات المفتعلة لما يسمى بالربيع العربي، فنقاشات القمم العربية الأخيرة استحوذ عليها الملف السوري والليبي واليمني والعراقي أكثر من الفلسطيني.
وبات معظم الحكام العرب يُصنفون حاليًا في خانة المتآمر على فلسطين القضية والشعب، في محاولة تهدف إلى طمس القضية الفلسطينية برمتها، من خلال إشاعة جو من إمكانية التطبيع المستتر مع الكيان الصهيوني في الإعلام أو في الرياضة الأولمبية أو عبر لقاءات لشخصيات عربية كانت تشغل مناصب سياسية وعسكرية سابقة في بلادها.
وأتاح الملك السعودي الحالي، سلمان بن عبد العزيز، المجال لتحركات سعودية تجاه الكيان الصهيوني؛ مثل العميد السعودي المتقاعد أنور عشقي والأمير تركي الفيصل، تحت عنوان التسويق للمبادرة العربية التي رفضها العدو الاسرائيلي منذ إطلاقها في العام 2002 بمؤتمر القمة العربية في بيروت، ومصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مازالت متمسكة بالمبادرة العربية، بل وأطلقت مشروع السلام الدافئ مع العدو الإسرائيلي رغم رفض الكيان الصهيوني المبادرة العربية، والتي تنص على عدم إقامة أي علاقات مع إسرائيل، وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل، حتى تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام، والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة كافة حتى خطوط الرابع من يونيو 1967.
ولا يقتصر التقارب على مصر وإسرائيل، فالإمارات سمحت بالأمس للسياح الإسرائيليين بزيارة أراضيها دون تأشيرة، والبحرين استضافت قبل أيام وفدًا صهيونيًّا لمناقشة أمور تتعلق بالفيفا، والسودان باتت تتقارب تحت الظل مع إسرائيل، والتعاون الاقتصادي على أوجه بين كل من قطر والأردن مع إسرائيل.
الدول العربية التي مازالت تتمسك بالمبادرة العربية بحل الدولتين ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فرغم أنه حل منقوص للقضية الفلسطينية وتنازل صريح عن حقوق الشعب الفلسطيني، إلَّا أن الدول العربية تغض الطرف عن هذا التنازل، ومازالت تسعى لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، رغم أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رفض حل الدولتين وطالب بحل الدولة اليهودية كبديل عنه، وفي الأمس القريب قطعت إسرائيل خطوة جديدة على طريق مشروع تهويد الدولة، بعد مصادقة لجنة إسرائيلية على قانون الذي يعد «إسرائيل وطنًا قوميًّا لليهود عاصمتها القدس»، وهو الأمر الذي ينسف أكذوبة حل الدولتين.
كما أن هناك دورًا مشبوهًا تلعبه دول عربية وإسلامية كقطر وتركيا على المقاومة الفلسطينية، فرغم ادعاء قطر أنها تشكل حاضنة لحماس، إلَّا أنها مازالت تمارس ضغوطًا على الحركة الفلسطينية، فالدوحة القادرة على حل أزمات قطاع غزة كأزمة الكهرباء ورواتب الموظفين، مازالت تحجم عن مساعدتها، وهي الضغوط التي يراها مراقبون على أنها تخدم السلطة الفلسطينية الساعية لإخضاع حماس لسلطتها.
والمفارقة هنا أنه رغم الخلافات التي تجمع بين الدوحة والقاهرة في كل ملفات المنطقة، إلَّا أن حصار قطاع غزة بأشكاله المختلفة قد يجمع بين الإرادتين العربيتين المتباينتين، مما يشير إلى أن هناك تواطؤًا عربيًّا مع المحتل الصهيوني يخدم الأجندة الإسرائيلية، بصرف النظر عن الخلافات أو التوافقات العربية.
بقلم: التراد ولد سيدي