أخبارالناس/ كثيرة هي المآخذ على حسب التحالف الشعبي التقدمي، رغم تجربة قائده وعظم مناضليه على مر عقود من الزمن، لكن كما هو حال غالبية المعارضة الراديكالية لا شك أصبح من المطلوب تجديد للطبقة السياسية وتجاوز للاحتكار المستمر للقيادة.
نضال الشيخ مسعود محفوظ في الذاكرة، ولكن آن الأوان لأن نجرب نضال آخر غير مسعود على رأس قاطرة التحالف الشعبي التقدمي، ذلك الحزب الذي عانى لأجل الوجود ولكن لا يستحق كل هذا التردي وكل هذا الانحطاط.
الحزب لم يعد مقنعا رغم أنه أدخل نوابا بارزين للقبة البرلمانية لكنه لا يقوى ـ في الظاهر ـ لدرجة المقارعة في وقت تعود المعارضة المماثلة ويتصدرها التكتل واتحاد قوى التقدم وغيرهم ولم يعد أمام المعارضة التي ظلت برهة من الزمن في "الظل" إلا أن تخرج لكي يعود لها جزء من بريقها بعد عودة الأسد لعرينه أو الأسود، ولم يعد الصيد بتلك السهولة كما هو الحال في انتخابات 2013.
هاهي النائب المحترمة والشرسة المعلومة بنت بلال تقاطع الحزب وتعلن الترشح من حزب آخر، لا لشيء سوى لأن التحالف لم يعد ضامنا لإيصال الأسماء البارزة للبرلمان، هذا في حال ضمن أن يرشح من يرون أنفسهم أحق بالترشح من غيرهم وما حمى التنقل منا ببعيد.
من منظور صحفي متجرد أيستحق التحالف كل هذه القسوة والتولي يوم الزحف نحو اقتناص أكبر كم ممكن من المقاعد، وليس بنت بلال بأضعف اسم سيرشحه التحالف في حال قرر الأمر.
أو ليس جدير بهذه السيدة التي أصبحت شخصية عالمية بموجب ترخيص دخول منحه لها التحالف ذات مساء انتخابات لا تنافسية قدر الانتخابات المقبلة، أن تتريث قبل قرار المغادرة، أم إن الأيام لا ترحم، وما خفي أعظم.
وليست بنت بلال وحدها فهذه مجموعة من قيادات حزب التحالف الشعبي التقدمي التاريخيين في الميناء تعلن انسحابها من الحزب وتبرر قرار الانسحاب أنه بسبب غضبهم من الطريقة التي تعامل معهم بها رئيسه مسعود ولد بلخير على حد وصفهم.
وفي اترارزة وتحديدا في بلدية انتيكان التابعة لمقاطعة اركيز هاهو عمر محمدفال
وهو عمدة مساعد ومستشار بلدي 2006 ، مستشار بلدي 2013 ، ومدير حملة الرئاسة بمقاطعة اركيز 2007 يعلن انسحابه التام من الحزب والالتحاق بالأغلبية عن طريق حزب الاتحاد، وإن كان أقل زملائه تأثيرا، بحكم المبرر المتكرر في صفوف المنسحبين إلا أنه رغم ذلك خسارة للحزب، فهل يستحق حزب التحالف كل هذه القسوة.
لا حل أمام الحزب إلا لملمة أوراقه والاعتراف بالواقع المر، أو الإصرار والبقاء على النهج الأحادي، وهو سبيل لا شك سيقود لهلاك أكبر مما هو واقع ولو أن الحزب يحظى بممثل قوي في للجنة الانتخابات، ولكن هيهات.
بقلم: سيدي عالي