على من يتذاكى ولد ابريد الليل، وعن أي سفينة غارقة يتحدث، الزعيم يهذي، ويبحث عن من يكاتبه، والحال أن الناس منصرفون لشأنهم ولا يملكون وقتا للاستماع للحكواتي محمد يحظيه.
الكبار لا يكتبون هكذا، ولا يقلبون الأمور، ولا ينظرون فقط للجزء القليل الفارغ من الكأس، بل يتعاملون مع الأمور كلها بعقلانية.
وولد ابريد الليل كان حتى وقت قليل في طليعة الكتاب الداعمين للمسيرة المباركة التي يقودها رئيس الجمهورية.
في مقال العميد عن ذكرى غزي لركاب كتب ولد ابريد الليل مثنيا بالحرف على نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي أعاد الاعتبار للمقاومة وتاريخها
“هذا التراث المعنوي، هذا الإرث غير المادي للمقاومة المجيدة الذي تركه الشيخ ماء العينين والشهداء الذين سبقوه ورافقوه وعقبوه وجميع المقاومين الذين قضوا نحبهم الآن جميعا هو من مصادر الفخر القليلة المتاحة للأجيال الحالية والقادمة.
إن الأبنية والإنجازات المادية تنتهي بالزوال. حتى أبو الهول فإنه فقد قطعة من شكله الأصلي. ما هو حال قلعة نينوى التي ترجع إلى النمرود، في العهود التاريخية القديمة؟ حالها كان سيئا قبل أربعين سنة. ما ترك منها قصف الغربيين؟
ليس هناك في البقاء والخلود ما يضاهي المجد، لأنه لا يشيد باللبنات والحجارة والحديد.
مقر المجد هو في قلوب وأذهان الرجال. إنه لا يتحطم. نسيان الذات وحده، قبل النسيان العادي هو الذي يدمره. قرن من السيطرة والصمت المطبق ما زال يهدد مكانة المقاومة.
مهمة رجال اليوم الذين هم ورثتها والمستفيدون منها هي الحفاظ على هذا المشعل الذي يضيئنا عندما يكون كل شيء مظلما”.
انتهى الاستشهاد.
ولد ابريد الليل نفسه هو من اعتبر هذا النظام نظاما وطنيا ينطلق من مصالح الشعب الموريتاني وينسجم مع هويته وثوابته الوطنية الكبرى.
كيف يقلب الرجل ظهر المجن لمواقفه السابقة، وكيف يتحدث عن سفينة غارقة، وعن أية وضعية مأساوية يتحدث الرجل؟
هذا النظام هو الذي قطع العلاقات مع إسرائيل، وفي عهده عرفت موريتانيا سياسة ترشيد وحرب لا هوادة فيها على الفساد، حيث أعيدت المليارات التي كانت تذهب أدراج الرياح وتمت مراقبة تسيير المال العام بصرامة أول من يدركها هو المفكر الكبير.
هل عرف ولد ابريد الليل ورفاقه الهدوء وعاشوا حياتهم وعبروا عن أفكارهم دون منغصات أو تهديدات أو اقتياد للمخافر والسجون قبل هذا النظام.
هل أصبح للدبلوماسية الموريتانية امتداد، وصار لموريتانيا حضور دولي معتبر قبل هذا النظام.
هل استضافت موريتانيا في تاريخها قمة عربية أو قمة إفريقية قبل هذا النظام.
هل أعيد الاعتبار للمقاومة، وكرس تخليد رجالها ومشاهدها قبل هذا النظام.
السفينة تسير على بركة الله إلى شاطئ النجاح والفلاح والأماني العذاب المخضوضرة.. فمهلا عميدنا الموقر.
السفينة وراكبوها في أمان يا أستاذنا، فالربان رجل صبور يعرف قهر الأمواج ولا تخيفه طواحين الهواء، ولا الفقاعات التي تظهر من حين لآخر، وموريتانيا سوف تحقق كل أهدافها فلا تذهب نفسك حسرات.
ولأختم المقال بدزء من الفقرة التي ختم بها أستاذنا ابريد الليل مقاله عن غزي الاركاب، متحدثا عن الشيخ ماء العينين رحمه الله، محورة إلى من يستحقها في هذا العصر، وهو فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مع بعض التصرف.
“هذا التراث المعنوي والمادي ، وهذا الإرث غير المادي والمادي الذي حققه محمد ولد عبد العزيز هو من مصادر الفخر القليلة المتاحة للأجيال الحالية والقادمة.
ليس هناك في البقاء والخلود ما يضاهي المجد، لأنه لا يشيد باللبنات والحجارة والحديد.
مقر المجد هو في قلوب وأذهان الرجال. إنه لا يتحطم. نسيان الذات وحده، قبل النسيان العادي هو الذي يدمره.
مهمة رجال اليوم الذين هم ورثتها والمستفيدون منها هي الحفاظ على هذا المشعل الذي يضيئنا عندما يكون كل شيء مظلما”.
الداه صيب