قال سبحانه وتعالى يخاطب رسوله بقوله “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا”(53) (الإسراء) تلك أوامر الله الذى نعبده، وذلك بلاغ الرسول لكل عباد الله أن يرتقوا فى حوارهم بينهم بالكلمة الطيبة، لأن الكلمة الطيبة تفتح القلوب، والكلمة السيئة تزيد اشتعال الفتنة، وقال الله سبحانه يصف الكلمة الطيبة بقوله (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ*) (ابراهيم24- 26) فكم من الكلمات الخبيثة التى تنشر الفتن بين الأشقاء ، وتفتح أبواب الصراع فيما بينهم، والقتال ينهك قواهم، ويبدد قدراتهم، يسفكون دماءهم، ويقدمونها على طبق من ذهب للمتربصين بهم.
أين حق الله فى اتباع عظاته؟! وكيف تخلينا عن دعوة الرسول الكريم للتعاون والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق؟! أين تحذير الله لنا فى أمره جل جلاله (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)( الأنفال-46) ألا يكفي أمتنا تفرقة وصراعا أسقط بعض الدول العربية، ونهب اللصوص ثرواتها، ومازالوا يبتزون الوطن العربي، ويخيفونه بالفزع ونشر الفتن وتحريض بعضه على بعض، ألا من عودة للعقل والرشد، والاستفادة من عبر الماضي، لتحقيق وحدة الصف والعمل على تأكيد المصير المشترك بين الدول العربية ، والعودة إلى تحقيق التلاحم بين أبناء الأمة العربية لتستطيع تحقيق التكامل الاقتصادى، من أجل تسخير الثروات العربية فى عمل مشترك لتحقيق آمال الشعوب العربية فى عيش كريم لأبناء الأمة العربية، يتحقق به الأهداف القومية فى توحيد الصفوف، وتحقيق التكامل الاقتصادي، يساعد على التطور فى الوطن العربي، فمن العيب أن تتبارى أصوات النشاز ونعيق البوم بين أبناء مصر وأبناء الكويت.
ألم تقدم مصر يدها للكويت بإرسال المدرسين ووضع المناهج الدراسية لأبناء الكويت، حتى تولت مصر تعليم الشباب الكويتي أصول التمثيل ومختلف المجالات الفنية، حين بعثت أكبر أساتذة التمثيل فى مصر الأستاذ زكي طليمات إلى الكويت لبدء إعداد أول فريق للتمثيل فى دولة الكويت فى عام ١٩٦٢م منذ ستين عاما! كيف نسي أبناء الكويت مواقف مصر أثناء غزو العراق؟! كيف تناسوا مواقف مصر وما قدمته من تضحيات لأمن الكويت؟! حرام أن تستمر تلك المهزلة وذلك اللغو الكريه الذى يعكر صفو الإخوة والروابط القومية بين أبناء الوطن العربي. استيقظوا ياعرب فكلكم فى خطر، استيقظوا قبل تنفيذ المخطط الجهنمي ضد الأمن العربي وتقسيمه كما حدث فى الماضي، كما تم تقسيمه باتفاقية (سايكس بيكو) وعندها لن ينفع الندم