بعد ما شهدته الساحة من آراء عديدة عرضت على الفضاء الافتراضي من أشخاص ثقات عندي ومظنة للنصح والسعي للمصالح العامة بقضية دمج اللغة العربية أساسية في الإدارة
ومن باب التطفل على المجال فإني سأدلي بدلوي ببئر هذا الموضوع المثير للجدل شيئا ما
ولسان حالي منشدا
أسير خلف ركاب القوم ذا عرج
مؤملا جبر ما لاقيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقو
فكم لرب السما في الناس من فرج
وإن ضللت بقفر الأرض منقطعا
فما على اعرج في ذاك من حرج
الله المستعان
(اقول مسبقا لا جرم أن اللغة العربية هي اللغة الأم لهذ البلد
نظرا لمكانتها الشرعية فهي لغة الوحي المنزل والحديث المبجل
ولا تصح عبادة ولا دعاء في الصلاة لمن يجهلها
وبغض النظر عن مكانتها الدينية .)
أولا يجب التمسك بمقتضيات دستور 1991 وتفعيلها، أي كون اللغة الرسمية هي اللغة العربية، وكون اللغات الوطنية هي العربية، والبولارية، والسوننكية، والولفية. لتخرج الفرنسية من الباب الواسع
وأقترح بعض الآراء،
أولا /• تبني نظام تعليمي حكيم وفعال، يعتمد اللغة العربية لغة تدريس رئيسية لجميع الأطفال الموريتانيين، في المرحلتين الأساسية والثانوية من المستوى الدراسي ، قبل كل شيء نظرا لمكانتها الشرعية والعملية في حياة
الشباب الموريتانيين، وتفرض معه دراسة لغتين وطنيتين إحداهما العربية على كل طفل في الابتدائية، وليتم اختيار اللغة الثانوية بالنسبة لداخل البلاد حسب حضور تلك اللغة في المقاطعة التي توجد فيها المدرسة.كما إقترحه أساتذة كبار من قبلي
ثانيا/ ورب مصلٍ مجلٍ
جعل عناية خاصة من حيث الضارب لمادة التربية الإسلامية كما يقولون وتغيير إسمها فالتربية تطبع والدين ليس تطبعا وأقترح إعادة النظر بتمعنٍ لهذا المسمى بالذات
في المرحلتين الأساسية والثانوية، ويركز على إتقان أهم الأحكام الشرعية اليومية للمكلفين من فرض عينهم مسبقا ،
.
ثالثا/ على مستوى الإدارة:
بداية، أود التأكيد على أن ترسيم العربية في الإدارة لا يمكن أن يكون عائقا حقيقيا أمام عطاء أي شاب موريتاني بل إن من لديهم لغة أم غير العربية سيكونون في الحالة الطبيعية قد أتقنوا حرف العربية لدراسة القرآن في الكتاتيب، وتزودوا بكثير من مفرداتها في مسيرتهم الحياتية، ودرسوا بها بعض المواد حتى نهاية المرحلة الثانوية وفق نظام 1999 المذكور سلفا المعمول به حتى الآن. وهم بذلك أحسن حظا اليوم وفي الأمد المتوسط من كثيرين ممن لغتهم الأم هي العربية.
وأحسب من خلال بحث أجريته حول جدول أعمال الإرادة ما يقرب هذه الفكرة إلى الأذهان،
وحقيقة اللغات أنها إذا أبقيت في إطارها الطبيعي كوسيلة للتفاهم والتعبير عن الأفكار فإن مستوى متوسطا من إتقانها يفي بالمقصود.
وكم نرى في السفراء والعاملين في السفارات الأجنبية من بذلوا جهدا متوسطا في التحدث باللغة العربية، ولا نجد مشكلة في التفاهم معهم ورعاية المصالح المشتركة بيننا وبينهم، فكيف بإخوتنا في الإسلام وفي الوطن .
ومن هذا المنطلق يمكن تفعيل اللغة العربية كلغة للإدارة وفقا لخطة زمنية متدرجة تراعي واقع تكوين جزء هام من الموريتانيين بالفرنسية،
وأقترح أيضا أن تبدأ تلك الخطة بمرحلة ازدواجية تكتيكية في القطاعات الفنية بين اللغتين العربية والفرنسية، مع توفر مصالح للترجمة وتكوين كل إطار في الإدارة على اللغة الأخرى، ولتأتي مرحلة أخرى تستفيد من مخرجات النظام التعليمي الجديد، لتصبح اللغة العربية في نهايتها لغة الإدارة الرسمية الفعلية، كما هو اللائق والأجدر.
وفقني و وفقكم الله.
عبدالله سناد الفودي البزولي