لم ازر حاضرة ولاية الحوض الشرقي طيلة حياتي، ولا تربطني علاقة بمدير الشركة الوطنية لمنتجات الالبان التي تتخذ من النعمة مقرا لها.
لكني استعملت منتوجها بكافة الاحجام وتذوقت نكهة (اخناديد الحوض الشرقي) واستفدت من خدمات الشركة وتخفيضاتها في شهر رمضان الماضي من خلال نقاط بيعها المنتشرة في العاصمة انواكشوط .
بل وتلمست مساهمتها الجبارة في دعم النسيج المجتمعي والأمن الغذائي، من خلال دعم المنمين اجتماعيا ومساعدتهم في مختلف تفاصيل حياتهم من علف وماء شروب وخلافه، يحدث ذلك في ظل ظروف خاصة يطبعها عدم الاستقرار في الجارة التي ظلوا ينشدون ماءها وكلئها كلما دعت الضرورة.
اضافة الى مشاركة الشركة الفعالة في امتصاص البطالة من خلال تشغيل عشرات شباب المنطقة ورغم كل ماسبق ذكره واشياء اخرى لايسمح الوقت للإسهاب فيها يطل علينا بعض موردي الالبان ومزوري تواريخها بحملة شعواء على اهم مشروع في شبه المنطقة، عندما تأكدو من جدوائيته وجدارته في توفير اسباب الاكتفاء الذاتي في مجال الالبان ومشتقاتها، الأمر الذي ارعب اصحاب المصالح الضيقة واعوانهم المتمركزين في مختلف القطاعات المعنية.
صحيح ان الهدف لايزال على الورق وفي ثنايا دراسة اكد جدوائيتها أحد اهم المكاتب الدولية واشهرها في المجال لان انكادي ليس مصنعا للنقود ولا للارادة السياسية لكنه منافس قوي وقوي جدا لمخربي التنمية المحلية وجنود الطابور الخامس.
لقد حملت هذه الحملة الاخيرة على “انكادي طابعا خاصا، ميزها عن سابقاتها، يحمل في ثناياه هدف الاغلاق الكلي لهذا المشروع العظيم، بل وأكد أصحابها على ذلك من خلال اقلامهم المأجورة، وذالك ان دل على شئ فانما يدل على اعتقادهم ان الظروف بالنسبة لهم الآن افضل من اي وقت مضى.
جميع مقترحات الشركة المدعومة بالدراسات الدولية واستعداد الشركاء الاجانب كل ذلك تم اهماله، وأن ادارة الشركة لا تتسلح الا بالمسؤولية وجسامة المهمة والشفافية في التسير، تلك التي أكدت عليها مؤخرا المفتشية العامة للدولة في تفتيشها المكثف خلال الأشهر القليلة الماضية،
بالاضافة الى مصالح المواطنين المستفيدين من خدمات الشركة التنموية والاجتماعية والرامية الى توطينهم بعيدا عن الجارة المجروحة، وخوفا من عدوى القلاقل الأمنية.
فهل سينجح المخربون هذه المرة في تفليس أهم مشروع شرق البلاد على الحدود المالية، ام ان السلطات العليا ستأخذ الأمر على محمل الجد، وتخرس الأصوات النشاز التي تعزف على كل الأوتار ماعدى وتر مصلحة الوطن والمواطن.
بقلم / سيدي عالي