ينبه المفكر الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي إلى مسألة مهمة جدا تتمثل في ان كل المسائل التي لا تستند الى القران الكريم أو ليس لها مدرك من النص العزيز فهي مكذوبة ومفتراه على من نسبت إليه يقول الحمادي
*كل أمر أو نبأ أو معلومة او خبر لايستند إلى نص في القرآن فهو كذب وافتراء على الله ورسوله كما قال الله في كتابه يبين للناس جميعاً بقوله سبحانه (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ*) (النحل :٨٩)
ويشير الاستاذ الكبير الى ان الاخبار او القصص التي لم يتحدث عنها القران الكريم أو يشير إليها محض كذب وافتراء وخروج عن المألوف إلى غيره وضرب من الكذب وتكمن الخطورة في نشره وتعليمه فالأجيال التي تتربى على هذه القصص المخالفة للقران لا يرجى منها نماء ولا رفع للحق يقول الحمادي
*فكل من يأتي بنبأ او معلومة ليس لها نص في القرآن فإنما ذلك افتراء على كتاب الله وتحد لآياته؛ وأن محمدا عليه السلام لم يقل ما نسب إليه من أكاذيب وافتراءات تحت مسميات الروايات المزورة التي صنفت أحاديث ؛ حيث إن مهمته عليه السلام في التكليف الإلهي موضحة في قول الله سبحانه*
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) ) التغابن :١٢)
وتتلخص مهمة الرسول في التبليغ والتبيين وإعلام الناس برسالة الحق وتحذيرهم من المخالفة التي تجلب صاحبها الى الشقاوة والشقاء ويشير الاستاذ الكبير علي محمد الشرفاء حسب تعبيره _وهو الصواب-ان شاء الله الى ان الزور والكذب دخل حتى في العقائد كعذاب القبر الذي لم يذكر في محكم التنزيل وخروج المسيح الذي ملأت منه كتب المفسرين والمحدثين وكل ذلك يقول الحمادي محض ادعاء وخروج على النص القراني وتضييع للأمانة وكذب على شرع الله .
يقول الحمادي:
*يبلغ ما كلف به من ربه من آيات الذكر الحكيم وهذه الآية تؤكد مهمة الرسول المحددة في خطاب التكليف بتبليغ آيات القرآن الكريم للناس*وكل من يدعي بنبأ غيبي أو رؤية تفتق عنها عقله وينسبها للرسول الله ولا يوجد لها نص من الكتاب المبين فذلك افتراء على الله ورسوله؛ فقد كذب المفسرون والمؤلون بشأن زعمهم عن خروج المسيح الدجال وما زوره من عذاب القبر ؛ والكثير من الأكاذيب وما اعتمدوا عليه من روايات ألفها المفترون؛ ونسبوها للرسول باطلة كل البطلان؛ لأن الله سبحانه كلف رسوله بقوله(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ) )(الأنعام :١٩)*
ويشر للحمادي في هذا المقال الجميل الى ان التكليف الالهي للرسول واضح كالشمس في رابعة النهار وهو الانذار فالخائف ينذر والمنذر لا ينذر إلا من شر .
*فذلك يعني أن التكليف الإلهي للرسول هو أن ينذر الناس بآيات القرآن ًوما فبها من شرعة ومنهاج فقط لتهدي الناس إلى الطريق المستقيم ليجازيهم الله يوم القيامة جنات النعبم وليس بما نسب إليه من أقوال مفبركة وروايات مزورة وأكاذيب مفتراة ثم يؤكد الله سبحانه مخاطبا رسوله بقوله (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق :٣٠)*
ويرجع المفكر ويكرر بأن:
*كل خبر أو رواية أو مقولة منسوبة ليس لها نص في كتاب الله فهي باطلة كل البطلان بحكم قوله سبحانه مخاطباً رسوله عليه السلام (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية*)
وفي الختام يشير الحمادي الى ان السؤال إلى أن الله سيسألنا يوم القيامة عن القران الكريم ماذا طبقنا منه وكيف كان انقيادنا له في حياتنا الدنيوية
يقول الاستاذ الشرفاء
*فالله ينبه الناس بأن الله سيسألهم عن القرآن الكريم يوم الحساب فمن اتبع كتابه فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون وأما من أعرض عن ذكره فيجزى حسابه نار الجحيم*
ثم في ختام هذا المقال الممتع يقول الحمادي
*والسلام على من أمن بالله واتبع كتابه وأطاع الله ورسوله فيما بلغ الناس بآيات القرآن وبشر المؤمنين وأنذر الكافرين يوم الدين من العقاب الأليم*.
بقلم الاستاذ الفقيه
*نوح عيسى*
عضو الأمانة العامة لمؤسسة رسالة الاسلام العالمية -موريتانيا