وفق حزب الإنصاف في إعلانه الأخير الرامي الى تعزيز الانضباط الحزبي و سد الباب أمام المبادرات (الفضفاضة) التي تفقد الحزب محتواه و تفكك جهود المناضلين و تختزل العمق السياسي للحزب.
و اتمنى ان نرى خطوات جريئة و فعالة في هذا الاتجاه تسهم في إعادة بناء الحزب و فرض هيبته و انصاف مناضليه.
و في هذا الاطار يسعدني أن أقترح على حزبنا (حزب الانصاف) بإعتباري احد عمده، و من الشباب الفاعل في اعادة تاسيسه، بعض المعايير التي تمكننا مستقبلا من فرز منتخبين فاعلين و مميزين يمكنهم خدمة دوائرهم الانتخابية و تمثيل الحزب تمثيلا يليق (بالإنصاف):
1.إعطاء الأولوية للكفاءة و التجربة و الخبرة، و أن يكون الشخص المترشح معروفا بإهتمامه بالشان العام و تضحياته في خدمة منطقته بعيدا عن مسألة (أخلك البارح و أصبح سارح)! فمن لم تعرفه ميادين التنمية ولم يحتك بالمواطن ويخدمه قبل الانتخابات فمن المحرج ومن غير المنصف فرضه على المواطن من طرف الحزب، ومن لم يشق لنفسه طريق الاهتمام بالشأن العام فمن غير اللائق الزج به من قبل قوة معينة لفرضه على الآخرين؛
2. لا بد من التركيز على شخصية المنتخب و اهليته لاستيعاب دائرته الانتخابية و التفاعل المستمر مع الجميع، فبغير ذلك تتقطع الصلات بين الحزب كواجهة سياسية للنظام و بين المنتخب الممثل للساكنة و بالتالي يغيب التواصل و تضعف بل وتسوء العلاقة التنموية بين المواطن و النظام و يتعذر تنفيذ البرامج و تسويقها؛
3. من حيث المؤهلات العلمية:
فالمنتخب هو واجهة الحزب و عصارة اختياره وهو أيضا جناحه التنموي و وسيطه الفعلي مع المواطن خلال مأمورية كاملة، ولتلك الاعتبارات لابد ان يكون المنتخب على مستوى معين يمكنه من أداء مهامه وتمثيل حزبه بطريقة مشرفة، و لذلك فمن المنصف ان يضع الحزب معايير علمية تمكنه من اختيار منتخبين نخبة:
- النواب:
نعرف جميعا أن النائب يواجه مهام صعبة تستلزم مؤهلات علمية معينة و تكوينا شخصيا كبيرا، فالنائب هو المشرع و هو المراقب للحكومة و المسائل لها، وهو الذي يسن الاتفاقيات ويصادق عليها اضافة الى دوره في ايصال معاناة المواطن من دائرته الانتخابية و غيرها ... وهذه الأدوار تقتضي ان يكون النائب أكاديميا، مجربا، و خبيرا.
- رئيس الجهة:
و يحتاج الى تراكم معرفي و خبرة و تجربة تمنحه تسيير جهة بكاملها بما تحتوي من تحديات تنموية تستدعي بعدا في النظر و حنكة في التصرف و تانيا في التفكير وهذا كله يتطلب إطارا عاليا.
- العمدة:
و هو الشخص التنموي المحتك بالساكنة و المكتوي بويلات مشاكل الساكنة و الحامل على عاتقه مشاغل المواطن و مآسيه ... و من الأجدر بالعمدة ان يكون شخصا اجتماعيا رزينا واسع الباع مرنا و صبورا ... و بالفعل لابد له من مستوى علمي جيد و تكوينا شخصيا خاصا و كاريزما تمكنه من تسيير الوسط الشعبي الصعب.
و قبل هذا كله فعلى الحزب إشراك الشباب فلديه الإرادة و التضحية و حب الخدمة و التفاني فيها و التفاعل مع المجتمع والانصهار فيه.
لقد آن الأوان أن يظهر حزبنا بمظهر لائق و أن يكسب الرهان و يتجاوز المصاعب و يمنح الثقة لمن هم اهلا لها و ان يشجع اصحاب البذل و يقدمهم، و يوبخ أصحاب التقصير و يعزلهم ... و ان يزل الناس منازلهم.
كتبت هذه التدوينة و قلبي يحترق أسفا و خوفا من إنزلاقات يريدها البعض لحزب الإنصاف، و يحز في نفسي كثيرا ما قد يتعرض له الحزب من ازمات مفتعلة.
إن أكبر معضلة ستواجه البعثات الميدانية للحزب هي المغالطات و التزوير و خلق الشخصيات من العدم و اصطناع الاحلاف الوهمية التي على أساسها يتبلور الترشيح ... و كلي ثقة و امل في تلك البعثات، و أتمنى لها نجاح المهام ورفع التحديات الجسام.
وفقنا الله للخير
عبدي ولد امحيحم
عمدة بلدية المداح عن حزب الإنصاف