كتب استاذي المفكر العربي الاماراتي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي
ثوابت الإسلام هي الاصول التي يرجع إليها الاسلام وهي الغايات والاهداف التي لا يصح الايمان مع فقدها وقد جمعهما الاستاذ الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي وعدها في مقال رصين نعرضه لكم لتتمثلوا هذه الغايات والثوابت في حياتكم وتثبتوا عليها ففي الثبات عليها الخير عينه والمصلحة كلها والحكمة كلها :
أولا التوحيد فبالتوحيد تستقيم الحياة ويصير المسلم مسلما ايجابيا وذلك بالنطق بالشهادتين كما يقول الحمادي ( بأن يشهد الإنسان الذى يرغب فى الدخول فى دين الإسلام بأنه لاإله إلا الله)
فالله احد فرد صمد لم تكن له صاحبة ولا ولد ولا والد ولا كفؤ احد
ثانيا أن يشهد بأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين، وأن يشهد بماأنزل على رسوله عليه السلام، وما أنزل على الرسول من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
فالشهادة له بما نطق عنه به ربه من اكمال الرسالة واتمام النعمة وتشريع الاسلام
ثالثا :أن يؤمن المسلم بالقرآن الكريم بتشريعاته وأحكامه وعظاته وأخلاقياته وتوصياته.
فيطبقه كاملا دون وكس ولا شطط دون غلو ولا تقصير ويجعله المرجع الوحيد للتشريع ويلغي ما سواه من اكاذيب وأراجيف وروايات لا تتوافق مع النص الالهي
رابعا الالتزام بتأدية فروض العبادات :
فنحن نصلي بدون صلاة ونصوم بدون صوم ونزكي بدون نقاء ولذلك يقول الحمادي بأن هذه الفروض تتمثل في الشعائر من صلاة وزكاة وحج بيت الله الحرام ولكي يحسن إسلام الإنسان يجعل سلوكيات الرسول ومعاملته مع الناس جميعا قدوة له فى كافة تصرفاته وعلاقاته الإنسانية كما بينها القرآن الكريم فى آياته التى وصف الله فيها رسوله عليه السلام بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) (القلم)) كما خاطبه بوصف الرحمة بقوله سبحانه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) (الأنبياء) وقال سبحانه يخاطب المسلمين بقوله (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ(128)( التوبة )
فهذه هي السنة الحقّة التي تتماشى مع الخطاب الالهي والتي ينبغي ان يرجع إليها المسلمون ولذلك لخص الحمادي السنة بقوله (وخلاصة سنة الرسول تتمثل فى تطبيقه الآيات القرآنية التى ترشده لأخلاقيات القرآن وتطبيقها فى سلوكه وتصرفاته اليومية مع الناس جميعا دون استثناء ، يعاملهم بالرحمة والعدل والإحسان، ينشر السلام بينهم والرأفة والتعاون على الخير ورفض العدوان، تطبيقا لأمر الله سبحانه (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) المائدة() ولذلك يجب التأكيد على أن أركان الإسلام ليست العبادات فقط، ولكن كل ما أمر الله به فى آيات القرآن، فكما أن العبادات من الثوابت فى الإسلام، أيضا تعتبر التشريعات الإلهية والأحكام والأخلاقيات من ثوابت الإسلام ليتحقق للمجتمعات الإنسانية الاستقرار والأمان والتعاون والسلام، فلاكراهية ينشرها الإسلام بين الناس، ولا فتن تثير النعرات والصراع فى المجتمعات، ولا طغيان يستبيح حق الحياة للإنسان، ولا ظلم يستولي على أملاك الناس بالبغي والعدوان، ولا إرهاب ينشر الخوف والفزع ويحيل حياة الناس شقاء وبؤسا، يشرد الأطفال والنساء ويدمر الأوطان.
الإسلام هو رسالة سلام تحيا بها المجتمعات الإنسانية فى ظل التعاون والإخاء والتكافل، تكريما وتطبيقا لتشريعات الله التى أنزلها الله على رسوله فى القرآن، ومن يعتقد غير ذلك عن الإسلام فليراجع نفسه وليوظف عقله، وليتدبر آيات الله ليستيقن إيمانه، وليرضى الله عن أعماله فلن ينفع الإنسان يوم القيامة إلاعمله إن كان صالحا وشكورا أو طالحا وكفورا .
ذلك اليوم الذى لن ينفع فيه مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم.
جزى الله مفكرنا الملهم ووفقه لنشر الدين السليم فهو مجدد ومصحح لكثير من المفاهيم
كتبه يوم الاحد 15/1/2023
الفقيه نوح عيسى