من المعروف لدى الجميع أن انتخابات 2023 في موريتانيا تم التحضير لها في ظل جو توافقي بين مختلف الأحزاب وبتعاون تام مع وزارة الداخلية وبتوافق بين الأحزاب على تشكيلة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
ورغم ملاحظات وردت أحيانا لبعض الأحزاب إلا أن الطابع العام بل يمكن القول أنه هو الطابع الوحيد الذي ظل مسيطرا منذ بدأ الاستعدادات للانتخابات هو طابع المشاورة والتنسيق والتعاون بين الأحزاب ووزارة الداخلية ولجنة الانتخابات بل أحيانا وصل ذلك الطابع لدرجة الإشادة والتنويه من طرف بعض الأحزاب المعارضة بمهنية وحيادية أجهزة الدولة المعنية بالانتخابات.
وظل هذا الجو الإيجابي أو جو الثقة مهيمنا على الساحة السياسية رغم بعض الأصوات الشاذة المبحوحة التي هي في الحقيقة بدأت حملتها بشكل مبكر بتبنيها لذلك الشذوذ السياسي الغير مبني على أي معطيات موضوعية وهي تعرف ذلك في قرارة نفسها ولذلك تقريبا الجميع رفض تلك الديماغوجية أو الحملة المبكرة وظل يشيد بالألية التي جهزتها وزارة الداخلية مع الاحزاب وما نتج عن ذلك من تعيين للجنة الانتخابات وغيرها من الخطوات التحضيرية المهنية للعملية الانتخابية.
وظلت الساحة السياسية مطبوعة بجو الثقة هذا ولم تغير الحملة وشدة التنافس فيها من الأمر شيء بل إن الرسالة التاريخية التي أرسل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للأحزاب بمناسبة انطلاق الحملة أشاد بها الجميع الموالي والمعارض الإنصافي أو غير الإنصافي لما عبرت عنه من مهنية وجمهورية وهكذا ظلت البلاد تتنسم هذا الجو رغم أن التنافس كان أغلبه بين الأحزاب حتى المعارض منها أحيانا على مظلة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
ظلت تتنسم البلاد هذا الجو حتى مساء يوم الاقتراع أي بعد أن بدأت النتائج تفرز تباعا وبدأت تتضح معالم ما كان متوقعا لأي خبير سياسي وهو الحجم الكبير لتأييد الشعب الموريتاني لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ورغم أن الأمر كانت إرهاصاته واضحة إلا أنه للأسف شكل صدمة سياسية كبيرة لكثير من الطيف السياسي وخصوصا الطيف المعارض ولكننا متأكدون من أن الجميع سيتجاوز الصدمة ويعرف أن هذا النجاح الكبير الذي حصل عليه كل من يرفع راية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وأولهم طبعا في ذلك الإنصاف هو شيء طبيعي ومتوقع بعد ما يزيد على أربعة أعوام من إدارة البلد من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وذلك لأسباب وبراهين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر النقاط التالية:
ظاهرة ملفتة فريدة من نوعها وهي أنه تقريبا جميع المرشحين الموالي أو المعارض ، الموالي الإنصافي أو الموالي غير الإنصافي كانوا يتنازعون على مظلة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بشكل واضح لدى أحزاب الموالاة أو غير مباشر لدى بعض أحزاب المعارضة وذلك لما لمسوه من ثقة وتقدير وامتنان لدى الشعب اتجاه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بعد أربع سنوات من الإنجازات.
بسبب هذه الظاهرة التي لها دلالات عميقة في التأييد المطلق من طرف الشعب لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، شدد حزب الإنصاف التنبيه أنه بحل البرلمان لم يبق هناك من حزب أغلبية إلا حزب الإنصاف وهذه الاستراتيجية كانت مذهلة وحقق بها حزب الإنصاف نتائج غير مسبوقة ولولا رفض أحزاب الموالاة لتلك الاستراتيجية وحرصهم دائما على تبني مظلة فخامة الرئيس وممارسة المعارضة لذلك بشكل غير مباشر وتأخر حزب الإنصاف نوعا ما في تبني تلك الإستتراتجية لكان نجاحه أكبر ولما فقد بعض معاقله التي انتزعت منه حقيقة بسبب استخدام المنافس بشكل مبكر لمظلة فخامة الرئيس وضبابية الامر بعد ذلك على المواطن.
أربعة أعوام من الإنجازات في المجال الاجتماعي والصحي والأمني والتعليمي والاقتصادي و...ومن التهدئة مع الطيف السياسي والتعامل مع الجميع والهدوء وإدارة أزمة كورونا و...إلى آخره فبعد كل هذا من الطبيعي جدا في أي انتخابات تجري أن يكتسحها أنصار فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وأي تصور غير ذلك هو تصور حالم بسيط صاحبه سيصاب بالصدمة وسيقع في تناقضات كثيرة مثل نقد مسار تحضيري شارك فيه وأشاد به حتى آخر لحظة.
طبعا هذا لا يعني أننا ننفي أنه قد تقع اختلالات أو أخطاء في العملية الانتخابية لكنها بالتأكيد محدودة ومحدودة جدا وستصحح والمتضرر الأول منها قد يكون حزب الإنصاف نفسه، فأي عمل بشري لا يسلم من أخطاء ولكن اكتساح حزب الإنصاف للانتخابات أمرا كان متوقعا لأنه هو الذراع السياسي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
بناء على كل ماذكرنا نهيب بالطيف السياسي الذي لم يحالفه الحظ أن يتجاوز الصدمة ويتحلى بالروح الرياضية ويبتعد عن الأنانية ويبارك للبلد والمنافسين.