وبزكشي، ترجمتها الحرفية شد الماعز، لعبة تمارس منذ قرون في آسيا الوسطى، وهي واحد من أبرز رموز أفغانستان. وغالباً ما تتسم اللعبة بالعنف ولكنها تظهر بوضوح روح المقاتل عند كل فارس. ووسط التدخلات الأجنبية والحروب الأهلية والهجمات المسلحة، يتجمع الأفغان لتشجيع «التشاباندز» المفضل لديهم. وتشاباندز هو اللقب الذي يطلقونه على المتسابق.
تصطف مجموعة من الخيول والفرسان في ممر جبلي إيذاناً ببدء مباراة جديدة من بزكشي، اللعبة الأكثر جماهيرية في أفغانستان.
وأقيمت مباراة وسط قمم مرتفعة تغطيها الثلوج حول وادي بانجشير شمال كابول، حيث تتناثر هياكل دبابات وأسلحة روسية يعلوها الصدأ كشاهد على سنوات الحروب عندما استغل قائد المقاتلين الطاجيكي أحمد شاه مسعود (اغتيل عام 2001) الجبال لصد السوفيات أولاً ثم مقاتلي حركة «طالبان».
وقال عبد الحنّان الذي وقف يتابع اللعبة: «تقام مباريات بزكشي هنا في هذا المكان منذ نحو 50 أو 60 سنة». وأضاف: «أنا كنت فارساً ألعب البزكشي، واليوم هناك اهتمام كبير بهذه اللعبة بين الشبان».
وفي اللعبة، يتنافس الفرسان على نصف جيفة عجل التي عادة ما تتحمل الشد أكثر من الماعز. ويشارك في المباريات لاعبون أفراد أو فرق عادة ما يرعاها أمراء حرب أو شخصيات قيادية أخرى. وفي الحالتين يكون الهدف حمل الحيوان النافق وإسقاطه على هدف على الأرض. ويتنافس المشاركون في اللعبة على شده وإبعاده عن بقية اللاعبين. وقال اللاعب محمد حافظ: «إذا سقطنا على الأرض أو أصبنا فهذا لا يعني أن نغضب من بعضنا... هذه هي قواعد اللعبة». ومن حين الى آخر، يصاب أحد المتسابقين بجرح في الرأس أو اليد فيضمده ومن ثم يعود الى اللعبة.
وتجذب مباريات بزكشي آلاف المتفرجين، وفي بعض الأحيان تتصدر عناوين الأخبار، مثلما حدث عندما أمر الزعيم الأوزبكي عبد الرشيد دوستم النائب الأول للرئيس الأفغاني رجاله بالاعتداء على منافس سياسي وخطفه أثناء إحدى مباريات البزكشي أواخر العام الماضي.